بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
قصه عن الباحث عن الحقيقه (قصه رااائعه)
صفحة 1 من اصل 1
قصه عن الباحث عن الحقيقه (قصه رااائعه)
انا اليوم جبت لكم قصه عن الباحث عن الحقيقه
نبدأ بالقصه
المشهد 1 حيرة الفتى.
رائحه بخور نادرة تملأ أنفه , همهمات من أدعيه مهموسه تملأ أذنيه, لكن قلبه الليله يملؤه الشك
شاب باهر العود,صحيح الجسم,دائم التأمل, له حواجب غزيرة مقرونة توحي بالقوة, وبين الحاجبين تطبيقة تشكو في صمت, شكوى النفس للنفس, حركه الشك التي تبحث عن اليقين في تحسس ودبيب, وبين كل فكرة و فكرة تتنهد.
والمساء ينزل على قرية (جي) القرية من صفات(أصفهان) بإمبر اطورية (فارس), يحمل رائحه عيد (النوروز) الذي فرغوا من الاحتفال به, وأخذ دهاقين القرى وحكامها أيامها يحهدون الناس في جمع أثمان الهدايا الاجباريه التي تقدم لكسرى ,فرقدت القرية في احضان التل ككائن أنهكه التعب.
وعلى التل يقع (بيت النار) ,معبدهم المقدس , الذي خرج منه هذا الشاب المجوسي لتوه وأخذا يهبط التل, في أنفه رائحة بخور,وفي أذنيه أدعية مهموسه, وصوره لخدام المعبد وقد أخفوا أفواههم بأربطة وهم يوقدون النار في الهيكل المظلم, حتى لا تلوث أنفاسهم طهارتها.
وقف متأملا كأنه نسي المشي فهو منذ بلغ رشده يبحث عن الله, وقاده إليه هرابذة المجوس وقالوا لهإنه هنا).
وعلموه وتركوه يعلم الناس مثلما علموه, وقدم النبات المقدس للنار العظيمه , الكائن الابدي المطهر في نظرهم.
هذا الشاب ابن دهقان القرية, كان ابوه مشغولا منذ أيام في جمع الضرائب وثمن الهدية التي قدمت لكسرى . ابوه رجل قصير,غليظ, شديد الوطأة على الناس , كثير الحب لآبنائه.
ولم يكن في حياته شيء اغلى ولا اعز من هذا الابن لم يكن يناديه باسمه , بل كان يناديه دائما يا (أنا) وعندما يهل عليه يقبل حاجبيه المقرونين يقف على اطراف أصابعه لان ابنه كان اطول منه .
دخل الشاب داره ولقيته أمه التي خاطبته بتحية ابيه :
_ هل جئت يا(أنا)؟
ولم يرد الشاب , بل سأل :
_ اين ابي؟
ردت في إهمال امراه تنادي الجواري فيحلمن إليها أكثر مما تطلب :
_ لعله يجول في المزرعه
وفي ساحة الدار رايى فرساً عربياً اشتراه ابوه في إحدى رحلاته إلى الجزيرة , فهم الصوت صوت ابيه يهدر ويتدفق , ثم ينقطع من الجهد . وعندما قارب موقعه سمه صوت جلد, ورجلاً يصرخ, وسوطاً يئز في الهواء , يصاحب كل هذا صهيل الحصان.. ثم خوار الخنازير
وتفدم الشاب من ابيه الذي كان يجلد رجلاً .. ومد يده إليه ضارعا:
_ أبي!
فتوقف الرجل عما كان فيه ثم هتف وهو يلهث وأطرافه ترتعد :
_ هل.. جئت يا (أنا) ..؟
هتف الشاب بينه وبين نفسه وهو يهز راسه وعيناه تفيضان بالدمع : (أخطأت.. لم يعد اسمي كذللك .. اصبحت رجلا غيرك .. ورجلا غير نفسي .. بل ربما كنت نفس هذا الرجل الذي تجلده .. كل هؤلاء المساكين في جلدي .. اصبحت احس وقع السياط عليهم).
كان صوت ابيه المتقطع لايزال يصل إليه في ظلمه الليل :
- لماذا لاترد علي يا(أنا)؟
وتدم الشاب من الرجل المنزوي عند باب الحظيره واحتضنه ,ففاحت منه رائحه سماد وروث . ولاذ الرجل بين احضانه كانه لمس إنسانا لأول مره .
وتراجع الدهقان مذعورا . ادرك عمق الخطر الذي اتاه ابنه الشاب الذي يلبس الحرير وهو يحتضن راعي الخنازير .ثم همس:
-ماذا فعلت يا ......
وقطع نداءه وصاح بصوته الاجش :
-لا.. لست (أنا) .. انك (انت) شخص جديد لا أكاذ اعرفك ..
ماذا فعلت؟!
همس الابن كالمأخوذ:
_ولماذا تجلده؟
رد الاب صارخا
-مات اليوم تح يده ثلاث خانزير ..فماذا لو مات هذا الرابع؟
وحرك الدهقان سوطه في الهواء وحار فيمن يضرب , وخيل إليه انه على وشك ان يهوي على وجه ابنه الشاب لم يعد (أنا) , واحس كأن كفيه كانتا قابضتين على شيء عزيز وسقط ,ثم ركب حصانه وركض ..
المشهد 2 مواجهة جرئة
كانت رائحه الراعي تملأ انف الشاب بعدما اوى الى حجرته ,وكان بينها وبين رائحه بخور المعبد تطاحن ظاهر ,تعادلت الرائحتان بعد فتره ,ثم تفوقت رائحه الانسان ,وخقق قلب الشاب خققه حار لها.
عندئذ بدت له العالم حجرته بوجه غريب, فوسائد المخمل , واواني الفضه, وملابس الحرير , والسيف الاثري المحلى بالجواهر المعلق على الحائط. كل هذا لم يعد يرى فيه الوجه العظيم الذي عرفه ,بل لمسه الحنو للراعي وصحيه العدل في وجه الظالم و تراجع سوط الدهقان ,هي التعبير الجديد الحي الذي ملأ وجدانه .
وفي الناحيه الأخرى من الدار بات الاب بتقلب في فراشه, فلما اصبح الصباح واتقى الوجهان , تبادلت القلوب لغه التنافر , فلم يستطع الاب ان بناديه يا(انا) بل القى عليه فورا بأمره ان يذهب الى الضيعه ليرى ما اذا كانت هناك خنازير قد ماتت اليوم.
فمشى يضرب في الخلاء وغير عارف اى أي وجهه يسير . وبين حين وحين كان ينظر الى السماء. هناك اكداس من السحاب الاشهب و الرمادي بينهما و ديان من الرقعه الزرقاء .شعر الشارب ان روحه تمشي في هذه الوديان,وانها ترى في نهايه الوادي جنه خضراء , هندها ناس مجتمعون . ملابسهم غير ملابس الفرس و تقاليدهم غير تقاليدهم . على وجوههم تعطش شديد ومعرفه اعظم بالوجه العظيم الذي عرفه امس , امس البارحه .. مساء..
واحس الدفء في اوصاله .. ونشط هبوب الريح , فحمل الى اذنيه نشيدا . كاد يحار في مصدره اول الامر, لكنه سرح ببصره في كل اتجاه حتى عرف مصدر النشيد.. وسار إليه .ودخل على ناس هناك. وخيل إليه انه يرى شيئا خيرا مما كان يراه في معبد النار وهناك نسي نفسه حتى انقضى اليوم كله . ودخل الليل مره اخى ,وانصرف الشاب عائدا الى داره .
الام اشعلت في الدار كلها نار القلق , وبكت الخت (بوران) الحسناء لان شقيقها لم يعد , وهي تعلم ان خلافا قد نشب بينه وبين ابيه ليله امس, وان الاب حرك السوط في الهواء ليلهب به وجه (انا) لكن كفه خذلته بدأ الاب يقلق , وبعث في طلب الابن ناسا من الاتباع , لكنهم فوجئوا والليل متقدم بدخول الشاب وعلى وجهه آيات من الجهد.
وجلس الرجل الغليظ وحوله زوجته وبنته ينظر الى الشاب.
- اين كنت يا انت؟
اطرق الشاب مليا , ثم رفع راسه , وراى الاب حاجبيه المقرونين اللذين طالما وقعت بينهما قبلاته ,فدق قلبه بالحب العاتب. ثم بدا الشاب يتكلم - مررت على رعاة الخنازير كما امرت - وماذا وجدت هناك؟
--وجت شيئا لم تعرفه ياسيدي
لم يسمع كلمه ابنه ولكنه تناسى , وعاد سال :
-ثم ماذا؟
-وجدت الله في كل مكان سرت فيه .
- جلجلت ضحكه الاب الفظ حتى جفلت (بوران) من صخبها.
ثم سال الاب:
- ووجدته عند رعاه الخنازير !
-نعم انه رب المساكين وجدته على صوره جديده على صوره الحق ليس في النار التي حرمتم على الشمس ان تراها وجدته في آلام الانسان ليله ام ثم الدعوات الضارعه إليه في السماء
فتح الاب فمه ثم نسي مفتوحا وصوت اقرب الي همس الفحيح يخرج منه بلا إراده عينا الاب تسالان الابن من جديد في عجب خائف متحفز جبار:
- ماذا قلت يامجنون؟
- هناك على بعد بعد عشره اميال رايت النصارى يصلون فدخلت عليهم فاعجبنس مايقولون ...
وبصوت جبار صاح الاب الغليظ
- يادعوه باطله انهم يعبدون ما لا يرون ونحن نعبد ما نرى هل تضحك يا مغرور لقد كنت حجه المجوس وفخر هرابذتهم كفاك يابوران الغاليه هاتي اغلظ قيد من الحبال لاضعه في يدي ورجلي من كنت اناديه(انا)..
واجهش الرجل بالكاء بعد ان تركه وذهب الي النار المقدسه في البيت وسهر الى جانبها حتى نهايه الليل
المشهد3:قيد وحريه
اما الشاب فقد بقي مقيدا في حجرته ودخلت عليه (بوران) تبكي ومعها طعام فأعرض عنه فجلست الى جواراه
قالت ودموعها تصل الى تناياها وهي تبتسم :
- ماذا قلت يا اخي ؟ ان كنت تحبني حقا فارجع عن الدين الذي دخلت فيه
فأجاب مهموما:
-آه يا (بوران) الغاليه ليتك ياحبيبتي تشعرين بما اشعر به الجنه الان في داخلي ذراعي خلفي وقدماي موثوقتان والراحه تملأ القلب
- احل وثاقك و القلى جزائي ؟
هتف بصوت كانه ات من عالم بعيد:
- لا تفعلي فالقوه التي حلت وثاق القلب ليست عاجزه يا(بوران) عن ان يحل وثاق القريه قدم.
ودخل الليل فجاء ابوه القى عليه نظره واطفا النور واغلق الباب وانصرف وسكنت القريه.
دخل شاع منه الي حجره الشاب فلم السيف الاثري وهتف الشاب في نفسه كانما ذكر شيئا يامخلص الاسرى !) وصمم على ان يصل اليه واخذ السيف يرسل بومضيه كانه نادي الاسير وصل الى الحائط ووضع عليه رجليه واحتال وهوىيقف على راسه قليلا في ان يجعل القيد بين الحائط والسيف وساعده عوده الطويل على ان يصل بقيده الي مقربه من حماله السيف ثم ارتمى بكل قوته الى الناحيه المضاده فانخلع السيف من الحائط وانغرس في الارض.
زحف اليه حتى لمسه بقدمه احد اخذ يحك القيد في السيف فأحس وهو منغمس في قطلع الحبال ان هذا السيف الاثري كتب له ان يخدم الله على طول المدى .
ثم ندت منه تنهيده ارتياح لقد انقطع الحبل وهاهو ذا يشعر بان قدميه قد حررتا شعر فيهما بقوه عاتيه خيل اليه انه قادر على ان يضرب الجدرا باءحداهمها فيتداعى وانه قادر على الجري بهما حتى الشام موطن الدين الجديد والذي دله عليه النصارى حين سالهم عن موطن دينهم.
وتاوهالشام) آه (الشام) لابد من الذهاب الى هناك ولو كلفني ذلك حياتي ووقف منتصبا وسط الحجره ثم اولى ظهره للسيف وجعل يحك وثاق يديه فيه بحركه متمكنه فسقط على الارض وجعل يحك وثاق يديه في حده حتى تحررت يداه من القيد.
صفق بهما في الظلام ثم نزع السيف من الباب وقبله ياسلاح الله ) واحتضنه كانه ولده ثم فتح النافذه والقى نظره على القريه النائمه .
قرر ان يغادر الدار قبل البلاج الصبح مر على حجره (بوران) فدعا لها اما ابوه وامه فكأنهما مات وهو صغير ولم ير لهما صوره وعند نهايه الدهليز نادى الله وفي خليفه الدار باب سري مفتاحه في قفله.
وانفرج الباب الثقيل بلا صرير ثم رده خلفه وقابلته اخر ظلمات الليل وفطن في نفسه هاهو ذا في الملابس اولاد الدهاقين حرير وقطيفه وفي جيبه نقود ذهبيه وضحك وهو يضع كفه على فمه حتى لايسمع صوته حين اكتشف ان السيف معلق في كتفه(الله !فارس بلا حصان ومعه سيف اثري محلى بالجواهر!)
سار نحو حظيره خنازير ودق الباب لم يسمع صوت الانسان ولا حيوان في الداخل وعاود الدق رد عليه صوت مذعور في شبه صراخ:
- نعم ياسيدي
وهرول الراعي وهو يردد الرد:
- افتح ياسيدي
فعاد يسال:
-من؟ من بالباب
-افتح باسيدي
ففتح الراعي فمه الراعي ونسي ان يفتح البابابن الدهقان؟هذا ليس معقولا)
وفتح الباب فدخل الشاب وقال للراعي:
-هذه الملابس لم تعد تناسبني خذها واعطني ملابسك وخذ من المال ماشئت لا تقاطع ولا تمانع سارع ونفذ.
بدأ الشاب في خلع ملابسه لكن الراعي سارع واحضر له حله كان قد جهزها للعبد جديده ونظيفه واخذ الشاب قبل ان يرحل احدى الخلاق ولف بها مقبض السيف المحلى بالجواهر ثم ودع الراعي ومضي
اخيراً خلصت من القصه
نبدأ بالقصه
المشهد 1 حيرة الفتى.
رائحه بخور نادرة تملأ أنفه , همهمات من أدعيه مهموسه تملأ أذنيه, لكن قلبه الليله يملؤه الشك
شاب باهر العود,صحيح الجسم,دائم التأمل, له حواجب غزيرة مقرونة توحي بالقوة, وبين الحاجبين تطبيقة تشكو في صمت, شكوى النفس للنفس, حركه الشك التي تبحث عن اليقين في تحسس ودبيب, وبين كل فكرة و فكرة تتنهد.
والمساء ينزل على قرية (جي) القرية من صفات(أصفهان) بإمبر اطورية (فارس), يحمل رائحه عيد (النوروز) الذي فرغوا من الاحتفال به, وأخذ دهاقين القرى وحكامها أيامها يحهدون الناس في جمع أثمان الهدايا الاجباريه التي تقدم لكسرى ,فرقدت القرية في احضان التل ككائن أنهكه التعب.
وعلى التل يقع (بيت النار) ,معبدهم المقدس , الذي خرج منه هذا الشاب المجوسي لتوه وأخذا يهبط التل, في أنفه رائحة بخور,وفي أذنيه أدعية مهموسه, وصوره لخدام المعبد وقد أخفوا أفواههم بأربطة وهم يوقدون النار في الهيكل المظلم, حتى لا تلوث أنفاسهم طهارتها.
وقف متأملا كأنه نسي المشي فهو منذ بلغ رشده يبحث عن الله, وقاده إليه هرابذة المجوس وقالوا لهإنه هنا).
وعلموه وتركوه يعلم الناس مثلما علموه, وقدم النبات المقدس للنار العظيمه , الكائن الابدي المطهر في نظرهم.
هذا الشاب ابن دهقان القرية, كان ابوه مشغولا منذ أيام في جمع الضرائب وثمن الهدية التي قدمت لكسرى . ابوه رجل قصير,غليظ, شديد الوطأة على الناس , كثير الحب لآبنائه.
ولم يكن في حياته شيء اغلى ولا اعز من هذا الابن لم يكن يناديه باسمه , بل كان يناديه دائما يا (أنا) وعندما يهل عليه يقبل حاجبيه المقرونين يقف على اطراف أصابعه لان ابنه كان اطول منه .
دخل الشاب داره ولقيته أمه التي خاطبته بتحية ابيه :
_ هل جئت يا(أنا)؟
ولم يرد الشاب , بل سأل :
_ اين ابي؟
ردت في إهمال امراه تنادي الجواري فيحلمن إليها أكثر مما تطلب :
_ لعله يجول في المزرعه
وفي ساحة الدار رايى فرساً عربياً اشتراه ابوه في إحدى رحلاته إلى الجزيرة , فهم الصوت صوت ابيه يهدر ويتدفق , ثم ينقطع من الجهد . وعندما قارب موقعه سمه صوت جلد, ورجلاً يصرخ, وسوطاً يئز في الهواء , يصاحب كل هذا صهيل الحصان.. ثم خوار الخنازير
وتفدم الشاب من ابيه الذي كان يجلد رجلاً .. ومد يده إليه ضارعا:
_ أبي!
فتوقف الرجل عما كان فيه ثم هتف وهو يلهث وأطرافه ترتعد :
_ هل.. جئت يا (أنا) ..؟
هتف الشاب بينه وبين نفسه وهو يهز راسه وعيناه تفيضان بالدمع : (أخطأت.. لم يعد اسمي كذللك .. اصبحت رجلا غيرك .. ورجلا غير نفسي .. بل ربما كنت نفس هذا الرجل الذي تجلده .. كل هؤلاء المساكين في جلدي .. اصبحت احس وقع السياط عليهم).
كان صوت ابيه المتقطع لايزال يصل إليه في ظلمه الليل :
- لماذا لاترد علي يا(أنا)؟
وتدم الشاب من الرجل المنزوي عند باب الحظيره واحتضنه ,ففاحت منه رائحه سماد وروث . ولاذ الرجل بين احضانه كانه لمس إنسانا لأول مره .
وتراجع الدهقان مذعورا . ادرك عمق الخطر الذي اتاه ابنه الشاب الذي يلبس الحرير وهو يحتضن راعي الخنازير .ثم همس:
-ماذا فعلت يا ......
وقطع نداءه وصاح بصوته الاجش :
-لا.. لست (أنا) .. انك (انت) شخص جديد لا أكاذ اعرفك ..
ماذا فعلت؟!
همس الابن كالمأخوذ:
_ولماذا تجلده؟
رد الاب صارخا
-مات اليوم تح يده ثلاث خانزير ..فماذا لو مات هذا الرابع؟
وحرك الدهقان سوطه في الهواء وحار فيمن يضرب , وخيل إليه انه على وشك ان يهوي على وجه ابنه الشاب لم يعد (أنا) , واحس كأن كفيه كانتا قابضتين على شيء عزيز وسقط ,ثم ركب حصانه وركض ..
المشهد 2 مواجهة جرئة
كانت رائحه الراعي تملأ انف الشاب بعدما اوى الى حجرته ,وكان بينها وبين رائحه بخور المعبد تطاحن ظاهر ,تعادلت الرائحتان بعد فتره ,ثم تفوقت رائحه الانسان ,وخقق قلب الشاب خققه حار لها.
عندئذ بدت له العالم حجرته بوجه غريب, فوسائد المخمل , واواني الفضه, وملابس الحرير , والسيف الاثري المحلى بالجواهر المعلق على الحائط. كل هذا لم يعد يرى فيه الوجه العظيم الذي عرفه ,بل لمسه الحنو للراعي وصحيه العدل في وجه الظالم و تراجع سوط الدهقان ,هي التعبير الجديد الحي الذي ملأ وجدانه .
وفي الناحيه الأخرى من الدار بات الاب بتقلب في فراشه, فلما اصبح الصباح واتقى الوجهان , تبادلت القلوب لغه التنافر , فلم يستطع الاب ان بناديه يا(انا) بل القى عليه فورا بأمره ان يذهب الى الضيعه ليرى ما اذا كانت هناك خنازير قد ماتت اليوم.
فمشى يضرب في الخلاء وغير عارف اى أي وجهه يسير . وبين حين وحين كان ينظر الى السماء. هناك اكداس من السحاب الاشهب و الرمادي بينهما و ديان من الرقعه الزرقاء .شعر الشارب ان روحه تمشي في هذه الوديان,وانها ترى في نهايه الوادي جنه خضراء , هندها ناس مجتمعون . ملابسهم غير ملابس الفرس و تقاليدهم غير تقاليدهم . على وجوههم تعطش شديد ومعرفه اعظم بالوجه العظيم الذي عرفه امس , امس البارحه .. مساء..
واحس الدفء في اوصاله .. ونشط هبوب الريح , فحمل الى اذنيه نشيدا . كاد يحار في مصدره اول الامر, لكنه سرح ببصره في كل اتجاه حتى عرف مصدر النشيد.. وسار إليه .ودخل على ناس هناك. وخيل إليه انه يرى شيئا خيرا مما كان يراه في معبد النار وهناك نسي نفسه حتى انقضى اليوم كله . ودخل الليل مره اخى ,وانصرف الشاب عائدا الى داره .
الام اشعلت في الدار كلها نار القلق , وبكت الخت (بوران) الحسناء لان شقيقها لم يعد , وهي تعلم ان خلافا قد نشب بينه وبين ابيه ليله امس, وان الاب حرك السوط في الهواء ليلهب به وجه (انا) لكن كفه خذلته بدأ الاب يقلق , وبعث في طلب الابن ناسا من الاتباع , لكنهم فوجئوا والليل متقدم بدخول الشاب وعلى وجهه آيات من الجهد.
وجلس الرجل الغليظ وحوله زوجته وبنته ينظر الى الشاب.
- اين كنت يا انت؟
اطرق الشاب مليا , ثم رفع راسه , وراى الاب حاجبيه المقرونين اللذين طالما وقعت بينهما قبلاته ,فدق قلبه بالحب العاتب. ثم بدا الشاب يتكلم - مررت على رعاة الخنازير كما امرت - وماذا وجدت هناك؟
--وجت شيئا لم تعرفه ياسيدي
لم يسمع كلمه ابنه ولكنه تناسى , وعاد سال :
-ثم ماذا؟
-وجدت الله في كل مكان سرت فيه .
- جلجلت ضحكه الاب الفظ حتى جفلت (بوران) من صخبها.
ثم سال الاب:
- ووجدته عند رعاه الخنازير !
-نعم انه رب المساكين وجدته على صوره جديده على صوره الحق ليس في النار التي حرمتم على الشمس ان تراها وجدته في آلام الانسان ليله ام ثم الدعوات الضارعه إليه في السماء
فتح الاب فمه ثم نسي مفتوحا وصوت اقرب الي همس الفحيح يخرج منه بلا إراده عينا الاب تسالان الابن من جديد في عجب خائف متحفز جبار:
- ماذا قلت يامجنون؟
- هناك على بعد بعد عشره اميال رايت النصارى يصلون فدخلت عليهم فاعجبنس مايقولون ...
وبصوت جبار صاح الاب الغليظ
- يادعوه باطله انهم يعبدون ما لا يرون ونحن نعبد ما نرى هل تضحك يا مغرور لقد كنت حجه المجوس وفخر هرابذتهم كفاك يابوران الغاليه هاتي اغلظ قيد من الحبال لاضعه في يدي ورجلي من كنت اناديه(انا)..
واجهش الرجل بالكاء بعد ان تركه وذهب الي النار المقدسه في البيت وسهر الى جانبها حتى نهايه الليل
المشهد3:قيد وحريه
اما الشاب فقد بقي مقيدا في حجرته ودخلت عليه (بوران) تبكي ومعها طعام فأعرض عنه فجلست الى جواراه
قالت ودموعها تصل الى تناياها وهي تبتسم :
- ماذا قلت يا اخي ؟ ان كنت تحبني حقا فارجع عن الدين الذي دخلت فيه
فأجاب مهموما:
-آه يا (بوران) الغاليه ليتك ياحبيبتي تشعرين بما اشعر به الجنه الان في داخلي ذراعي خلفي وقدماي موثوقتان والراحه تملأ القلب
- احل وثاقك و القلى جزائي ؟
هتف بصوت كانه ات من عالم بعيد:
- لا تفعلي فالقوه التي حلت وثاق القلب ليست عاجزه يا(بوران) عن ان يحل وثاق القريه قدم.
ودخل الليل فجاء ابوه القى عليه نظره واطفا النور واغلق الباب وانصرف وسكنت القريه.
دخل شاع منه الي حجره الشاب فلم السيف الاثري وهتف الشاب في نفسه كانما ذكر شيئا يامخلص الاسرى !) وصمم على ان يصل اليه واخذ السيف يرسل بومضيه كانه نادي الاسير وصل الى الحائط ووضع عليه رجليه واحتال وهوىيقف على راسه قليلا في ان يجعل القيد بين الحائط والسيف وساعده عوده الطويل على ان يصل بقيده الي مقربه من حماله السيف ثم ارتمى بكل قوته الى الناحيه المضاده فانخلع السيف من الحائط وانغرس في الارض.
زحف اليه حتى لمسه بقدمه احد اخذ يحك القيد في السيف فأحس وهو منغمس في قطلع الحبال ان هذا السيف الاثري كتب له ان يخدم الله على طول المدى .
ثم ندت منه تنهيده ارتياح لقد انقطع الحبل وهاهو ذا يشعر بان قدميه قد حررتا شعر فيهما بقوه عاتيه خيل اليه انه قادر على ان يضرب الجدرا باءحداهمها فيتداعى وانه قادر على الجري بهما حتى الشام موطن الدين الجديد والذي دله عليه النصارى حين سالهم عن موطن دينهم.
وتاوهالشام) آه (الشام) لابد من الذهاب الى هناك ولو كلفني ذلك حياتي ووقف منتصبا وسط الحجره ثم اولى ظهره للسيف وجعل يحك وثاق يديه فيه بحركه متمكنه فسقط على الارض وجعل يحك وثاق يديه في حده حتى تحررت يداه من القيد.
صفق بهما في الظلام ثم نزع السيف من الباب وقبله ياسلاح الله ) واحتضنه كانه ولده ثم فتح النافذه والقى نظره على القريه النائمه .
قرر ان يغادر الدار قبل البلاج الصبح مر على حجره (بوران) فدعا لها اما ابوه وامه فكأنهما مات وهو صغير ولم ير لهما صوره وعند نهايه الدهليز نادى الله وفي خليفه الدار باب سري مفتاحه في قفله.
وانفرج الباب الثقيل بلا صرير ثم رده خلفه وقابلته اخر ظلمات الليل وفطن في نفسه هاهو ذا في الملابس اولاد الدهاقين حرير وقطيفه وفي جيبه نقود ذهبيه وضحك وهو يضع كفه على فمه حتى لايسمع صوته حين اكتشف ان السيف معلق في كتفه(الله !فارس بلا حصان ومعه سيف اثري محلى بالجواهر!)
سار نحو حظيره خنازير ودق الباب لم يسمع صوت الانسان ولا حيوان في الداخل وعاود الدق رد عليه صوت مذعور في شبه صراخ:
- نعم ياسيدي
وهرول الراعي وهو يردد الرد:
- افتح ياسيدي
فعاد يسال:
-من؟ من بالباب
-افتح باسيدي
ففتح الراعي فمه الراعي ونسي ان يفتح البابابن الدهقان؟هذا ليس معقولا)
وفتح الباب فدخل الشاب وقال للراعي:
-هذه الملابس لم تعد تناسبني خذها واعطني ملابسك وخذ من المال ماشئت لا تقاطع ولا تمانع سارع ونفذ.
بدأ الشاب في خلع ملابسه لكن الراعي سارع واحضر له حله كان قد جهزها للعبد جديده ونظيفه واخذ الشاب قبل ان يرحل احدى الخلاق ولف بها مقبض السيف المحلى بالجواهر ثم ودع الراعي ومضي
اخيراً خلصت من القصه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء مارس 18, 2015 5:25 am من طرف أحمد
» افتتاح مركز الهاشمى بولاية سيدى بلعباس الجزائرية
الأحد فبراير 15, 2015 3:56 pm من طرف ماريتا
» http://mtatar.com/ts2/register.php?ref=143
الخميس يناير 29, 2015 1:59 am من طرف memoemam
» http://tatar7.com/ts2/register.php?ref=143
الخميس يناير 29, 2015 1:56 am من طرف memoemam
» http://mtatar.com/ts1/register.php?ref=85
الجمعة يناير 23, 2015 3:05 pm من طرف memoemam
» ابو سيف للشراء الاثااث المستعمل
الثلاثاء أكتوبر 21, 2014 2:20 pm من طرف هدايا الرائد
» مؤسسة بدء التنفيذ
الثلاثاء أكتوبر 21, 2014 2:19 pm من طرف هدايا الرائد
» يخرج قومٌ في آخر الزمان
الثلاثاء يوليو 01, 2014 11:16 pm من طرف Admin
» وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
الثلاثاء يوليو 01, 2014 11:13 pm من طرف Admin