( قصه رائعه )حسن و سمر على القمر ( دموع الافتقاد )

( قصه رائعه )حسن و سمر على القمر ( دموع الافتقاد )




كانت سمر تجلس في غرفتها سارحة قرب النافذة
بحثت عن القمر طويلا فلم تجده
خرجت تبحث عنه
صعدت فرأته و لكنه كان مسوداً فقد غاب عن نافذتها في هذه الأيام
كانت خائفة أن تبقى وحدها على القمر
همت بالنزول
و بمجرد أن أدارت ظهرها سمعت صوتاً كأنه صوت بكاء
تشجعت و ذهبت باحثة عن الصوت الذي سمعته لكنها لم تجد أحداً
قررت أن تجلس قليلاً ثم تنزل
لقد كانت تختنق على الأرض بلا قمرها
بقيت جالسة تتأمل النجوم و ترى الأرض أمامها
كانت تفكر في حسن
مضى وقت طويل لم تسمع عن أخباره
هل هو بخير ؟
مريض أم بصحة جيدة ؟
سعيد أم حزين ؟
لا تعلم عنه شيء
و فجأة وضع أحدهم يده على كتفها
التفتت فرأت حسن

- حسن ؟ ما الذي أتى بك في هذه الظلمة ؟
- ما الذي أتى بكِ أنتِ؟
- لا أدري كنت أبحث عن القمر فلم أجده فاشتقت له و صعدت
- أما أنا فلقد كنت هنا منذ ساعات
- وماذا تفعل ؟
- لاشيء
- ولماذا لم تنادني ؟
- لا أدري
- أولم تشتق لي ؟
- بلى
- ما بك ؟
- لا شيء

سكتت سمر ثم تذكرت صوت البكاء

- حسن ؟ هل سمعت قبل قليل صوت أحد يبكي ؟
- لا ؟
- لقد كنت هاممة بالنزول ولكني سمعت صوت البكاء فبحثت عن المصدر ولكني لم أجد أحدا

ثم صمتت سمر قليلاً و فجأة أمسكت يد حسن بقوة و قربتها الى قلبها و قالت

- حسن ؟
- (مستغرباً) ماذا ؟
- لم يكن هناك أحد هنا سواك , هل أنت من كنت تبكي ؟
- ماذا ؟ ما هذا الهراء أنا رجل , الرجل لا يبكي
- انظر الي
- هيا كفاكِ و هلمي لننزل
- انزل لوحدك أما أنا فلن أنزل
- وستبقين في الظلام وحدك ؟
- نعم
- حسنا اذا , الى اللقاء


مضى حسن
وبقيت سمر لوحدها
فجأة بدأ جسدها يرتجف
لا لم تكن تشعر بالبرد
بل كانت تبكي
فلقد علمت أن حسن هو الذي كان يبكي
ما به ؟
لقد تغير , لم يعد هو ذاته , بات كتوماً
يستمع الي فقط ولا يتحدث بشيء
كلما سألته عن حاله قال أنا بخير وفقط
أين حسن الذي كان لا يسكت البتة ؟
ربما قد حملته فوق طاقته بكثرة كلامي و جنوني
ربما هو متألم و يرفض أن يقول

وبينما هي تفكر به غفت و دموعها تبلل عينيها
و لم تستيقظ الا بعد أن أحست بأن هناك شيء على وجهها
كان حسن
كان يمسح دموعها فهي لم تنم الا لدقائق و هو لم يذهب بل بقي ينتظرها ليطمأن أنها قد نزلت
انتفضت سمر و مسحت دموعها سريعاً

- سمر
- نعم
- لماذا ؟ لماذا البكاء ألم أخبركِ أن دموعك تقتلني
- أن ن ا أنا
- أنتِ ماذا ؟ أنتِ من تهوى تعذيبي , أنتِ من تحرق أعصابي , من دمرت قلبي , أنتِ طفلة صغيرة مذ عرفتكِ , تريدين أن تشعرين بكل الحنان و لا تأبهين بأن من حولك ربما يكون متألم , أنتِ من سيكون موتي على يديها
- ( بدأت سمر تشهق من شدة البكاء )
- هيا استمري في البكاء , استمري
- ( بغضب ) أنا؟ أنا التي تبقى تتكلم و تحكي لأنك لم تعد تنطق بشيء , أنت سارح طول الوقت , جسدك هنا و أنت لست هنا , أنا أبقى أتحدث حتى لا أشعرك بأني متألمة من صمتك القاتل , فقط أخبرني ما بك؟
- قلت لكِ أنا بخير ليس بي شيء
- أنت تكذب , أنت تكذب
- لا أكذب
- بل أنت تكذب فأنا رأيتك تبكي , انظر لعينيك جيداً , لم أنت هنا لوحدك ؟ هناك أمر ما أرجوك أخبرني
- ( عاد حسن للبكاء و هو يضع يداه على عينيه )
- حسن
أتبكي ؟
حسن يا صغيري
أرجوك توقف ما بك ؟
- أنا متعب يا سمر , مشتاق لكِ جداً و أنتِ غائبة و الألم يأكل أضلعي أكلاً , أنا أشتهي أن نتحدث كما كنا نفعل , سمر أنا وحيد بدونكِ
- يا "حسني" و أنا وحيدة بدونك . أنا هنا لأني اشتقت لك , جئت أبحث عن شيء يأويني و أنت بعيد , ماذا نفعل ما باليد حيلة

- والى متى يا سمر ؟
الى متى سنستمر بهذا الغياب قلوبنا ما عادت تقوى فأنا الرجل أبكي
أبكي على أيام الطفولة التي كنا فيها لا نفترق حتى وقت الغداء كنتِ تأتين لتأكلي في بيتنا
كنا أنا و أنتِ من نخطط المقالب و نفتعلها بصبيان و بنات الحي
أين أنت يا سمر ؟
تعب قلبي هذا الجفاء ,
أشتاق لك في كل دقيقة , أتمناكِ بقربي في كل موقف ,
كي نضحك معاً , نتناقش معاً ,
نتهامس كما كنا نفعل في الطفولة ونضحك ,
أنا أبحث عنك في كل العيون يا سمر

- أنا هنا , أنا بقربك دائماً ,
أنا في كل لحظة معك ,
أنا لن أتركك , لن أخذلك , لن أتغير ,
سأبقى طفلة تحبها , لن أكبر و أنا بقربك ,
لا تحزن يا صغيري , فالحياة ليست منصفة , ولكننا نحن من نستطيع جعلها أجمل
( أمسكت يده ووضعتها على قلبه ) هنا أنا , أنا بقلبك ,
متى ما أردت ضع يدك هنا و ستشعر بي
حسن أنت لي أنس في لحظات الملل ,
بلسم في لحظات الألم , أنت لي أرض و سماء , أنت لي قمر , أنت لي قلب و روح ,
هيا ابتسم لأجلي فما أبكاني سواك ,
ولن يبكيني شيء سواك ولن أبكي الا لحزنك فلا تحزن يا صغيري ,
فقط كلما ضاقت عليك فتذكر أن هناك من يشعر بك ,
من ينتظرك لتخبره بكل شيء , من يشتهي سماع أخبارك و قصصك ,
أشتهي أن أضحك معك كما كنت أفعل سابقاً

قاطعها حسن بضربة على رأسها

- آه , لقد آلمتني ما بك ؟
- أيتها المجنونة أنا دائماً ما أقول لكِ أشياء مضحكة ولكنكِ أنتِ " نفسية "
- حسنا لا بأس هذه الضربة مقبولة منك
- سمر
- نعم ؟
- قفي
- ماذا ؟
- قفي فحسب هيا
- حسناً
( وقفت سمر )
- أتدرين ماذا ؟
- ماذا ؟
- يبدو أنكِ قد قصرت و تقلصتي أكثر من السابق
- هكذا إذاً فلتنظر لنفسك أيها العملاق , من يراك تتحدث يقول بأنك بطول النخلة
- هههههههه أهم ما في الأمر أنني لست بطولك
- هكذا إذن

( عادا إلى الشجار كالعادة )

ملاحظة : قد تكون سمر هي شخصاً ميتاً بالنسبة لحسن ما
قد يكون حسن هو شخص من الخيال بالنسبة لسمر لا أكثر
قد تحمل هذه القصص بعض الأحاديث الحقيقية
ولكنها تبقى قصصاً خيالية
فلا وجود لقمر نصعد له متى ما شئنا
الناس عندما تحب و تفقد من أحبته ( أخ , أب , صديق , زوج , حبيب)
تتخيل أموراً مستحيلة
فلولا خيالهم لماتوا حزناً على من فقدوهم
الفقد أقسى من أي شيء في هذا الكون
فتمسكوا بمن هم قربكم بقوة , إن كنتم على خلاف فتصالحوا
العمر أقصر من أن يقضى بالخلاف
فلا ندري متى نودع الحياة
أقلها فلنترك أملاً في قلوب من نحبهم
فلنترك فيهم ذكريات جميلة