معانأة طفله

معانأة طفله
عزيزتي الطفلة اليوم ذكرى وفاتك ؛إنها الذكرى التي نساها والدك
سبحان الله صعدت روحك إلى السماء في نفس اليوم التي ماتت فيه أمك
وكأنها اشتاقت إليك وأرادت رؤيتك جانبها لترتاح في قبرها عليك
كم كان مشهدك حزين عندما رحلت مدفأة صدرك وصوف ثيابك وضوء أحلامك؛إنها الزهرة التي لاتعوض ؛صرتي سجينة بكاءٍ مرير وضيم كئيب
لقد ماتت أمك الفقيدة بمرض خبيث عصفت حينها رياح وأمطار شتوية وسقطت دميتك من يديك وصرختي من شدة الصدمة
سالت دموعك على وجنتيك الوردية ومن ذلك اليوم والابتسامة بعيدة على شفتاك الصغيرة.
و تلاشت أحلامك ودُفِنَت أساطير الزمان الجميل التي كانت تروي لك منها أمك .
بقيت تحت وطأة الشجن الدفين ونسى والدك ما تنتظرينه من مسؤولية
وتزوج من عشيقته التي كان يخون بها أمك
كانت تعلم وتبكي الجمر بدل الدمع وتتحسر من وخزة الوجع وتمسح الدمع وتبتسم في وجهه وفي قلبها دمع لايتوقف
تسهر الليل في انتظاره وهو مع حبيبته يشرب الخمرة وعندما يعود تسنده على كثفها وتدخله إلى الغرفة
وعندما يستفيق تُعِدُ له القهوة والكعك وتمدحه وكأنه أمير; وتمرر يديها على شعره وكأنه طفل صغير
وتخفي أمر الصور العاطفية والرسائل الرومانسية وتتغابى عليه بالكتمان وتحسن إليه أكثر
ولكنه بصير في حبيبته وزوجته له مجرد جدار قديم أوشك على السقوط
وبعد الجنازة بأسبوع تزوج بعشيقته قبل أن يأكل الدود لحم المرحومة
فكر في حياته وغرامه ولم يسأل طفلته إن كانت تحتاج إلى الرعاية أم لا
سافر في شهر عسل مع عروسته الجديدة وترك الطفلة لأمه في حين كانت تهملها وتبقى المسكينة بالجوع والحرمان.
كيف أن ترعاها وهي ترى فيها صورة أمها المرحومة ؛ لطالما كرهتها وغارت منها لأنها كانت أجمل من بناتها العانسات .
واليوم هي سعيدة لأنها بعيدة عنها .
أعماها الحقد لدرجة أنها فرحت بعشيقـة ابنها وشجعته على زواجها ومهدت لهما الجو الغرامي وجهزت لهما العشاء في المنزل
استلدت طعم الفرحة وهما سعدين بالمنزل على وجبة عشاءٍ رومانسي في حين كانت المرحومة
تحتضر على فراش الموت
أيعقل أن تكون الغيرة بهذا الشكل وماذنب الصغيرة لتبقى جائعة طوال اليوم?
إنها اللحظات الأخيرة من عمرها التي شعرت فيها بالجوع الشديد دخلت على إترها إلى المطبخ وأخذت من الثلاجة قطعة من بسكويت ؛ في تلك اللحظة أضرمت عمتها النار ووضعت من فوقه السكين ورفعته من فوق المدفأة وتقدمت إليها خطوتين
توسلتها الطفلة أرجوك سامحيني لن أعيد خطئي هذا أعدك
مسكتها كالوحش وألصقته من فوق عنقها إلا أن خرجت صرخاتها من عتبة المنزل وسمع الأطفال والجيران صراخها
هربت من عمتها وحاولت جدتها إمساكها وكان الباب مغلق وصعدت تجري إلى السطوح ولم يكن لها خيار سوى القفز من تلك المرتفعات
وانتهت قصتها المأساوية بالموت