( قصه هادفه )حسن وسمر على القمر ( نم يا صغيري )

كانت ليال شتوية باردة

صعدت سمر إلى القمر وقد أخذت معها لفاحاً " نيلياً " سميكاً لتلفه حولها
رغم أن الأجواء كانت باردة إلا أن سمر لا تهجر قمرها أبداً
جلست ترتجف و قد التفت بلفاحها
كانت تسمع صوت الهواء البارد في اذنيها و تشعر بالبرد يتخلل إلى مسامات أحشائها
كان شعوراً منعشاً لبعض الوقت
بعد دقائق صعد حسن

- مساء الخير أيتها المجنونة
- مساء النور يا صاحب العقل الكبير
- جميلة أنتي و قد التف اللفاح حولك كالدودة في الشرنقة هههه
- أوهكذا تشبه فتاة أنيسة مثلي ؟ دودة ؟ شكرا لك
- أنا أمزح , ما الذي أتى بك في هذا الجو القارس ؟
- لنفس السبب الذي أتى بك
- أتيت لأنني شعرت أنك هنا
- يا سبحان الله , شعور عن بعد ؟
- ههههه لا بل لأني رأيتك خارجة من المنزل فقلت في نفسي أن هذه المجنونة صاعدة إلى القمر
- ولماذا مجنونة ؟
- لأن الجو بارد ألا تخافين على نفسك أن تمرضي ؟
- ولكنى متدثرة جيدا
- هههه نعم أرى ذلك من الشرنقة الملفوفة حولك
- أصعدت هنا لتسخر مني ؟ هيا انزل
- ومتى ابتعتِ القمر حتى تأمرينني ان أنزل منه
- الآن , هيا انزل لا أريد أن أراك
- واثقة من كلامك ؟
- نعم هيا اذهب
- سأذهب
- اذهب
- انا ذاهب
- اذهب
- الى اللقاء
- الى اللقاء
- متأكدة ؟
- قلت لك اذهب
- حسنا
- هيا
واختفى حسن
بعد ثوانٍ قليلة

- حسن , حسن ؟ هل ذهبت حقا ؟
حسن ؟
- لا لم أذهب
- ولم لم تذهب ؟
- لأن أعلم أنك ستنادينني مرة أخرى فأنت تخافين البقاء لوحدك بدوني
- ياااااه كف عن التلاعب بي و تعال لتجلس
- حسنا سأجلس ولم لا أجلس
- اوتسمع صوت الهواء ؟
- لا
- لماذا ؟
- لأني أسمع صوتك هههه
- حسنا سأسكت و لكن ركز قليلاً

وبعد دقيقة
- هاه هل سمعت ؟
- لا
- ماذا الآن ؟ أنا لم انطق بحرف
- أعلم أنك لم تنطقي ولكنني لا أشعر بشيء
- لماذا ؟
- ألا ترين أني أرتجف ؟

نظرت سمر إلى حسن الذي كان جسده يهتز برداً
- هههههههههههه تعال إلى شرنقتي , اقترب ستشعر بالدفء هنا فالملفح يكفي لكلينا و هو ثقيل و سميك

انضم حسن لشرنقة سمر
- ههههه انظر لشكلك و انت تحت اللفاح كأنك دودة
- كفي عن هذا الكلام
- ههههههههه ما أجمل لحظات الانتقام
- كفييييي
- حسنا حسنا . سأحدثك بموضوع جدي قليلاً
- تفضلي
-انظر يا حسن
انظر لكوكبنا ما أجمله من هنا (من القمر )
انظر الى الزرقة و الخضار المختلط ببعضه
انظر إلى بعض المعالم البارزة حتى من هنا
وانظر إلى شكله الكروي الجميل
انظر إلى سماءه الصافية و غيومه البيضاء
وتلك الاراضي البنية
اتخيل من هنا
أطفالا أربعة من الذكور أعمارهم اربع سنوات أو ثلاث يركضون وراء بعضهم , هم جيران , يتسابقون من سيصل أولا إلى منزله
وانظر هناك
اتخيل طفلة عمرها 4 سنوات تقف عند باب المنزل و ابن الجيران اكبر منها بسنة يحاول الدخول و لكنها تضربه بالمكنسة التي في يدها و تركض مسرعة إلى الداخل و تغلق الباب بقوة في وجهه و تضحك بصوت عالٍ
وهناك
ارى اولئك الشبان يلعبون الكرة و ها قد اختلفوا و تعالت اصواتهم ثم يأتي أحدهم ليفرض رأيه بكل عدل فيكملون اللعبة
اما هناك
فبيت الجد
حيث تجتمع العائلة
النساء في المطبخ يجهزن الغداء
الرجال في صلاة الجمعة
و الأطفال في الحديقة يركضون ويلعبون
و هناك
أرى فتيات يجلسن في الحديقة
احداهن تغني و الأخرى تشكي همومها و الأخرى تشد شعر صديقتها و تهرب ضاحكة و الأخرى تكاد تنام واحداهن قادمة تحمل صينية مليئة بألذ الطعام

أرى الكثير من هنا
ولكن ماذا حل بأرضنا؟
أراها تبكي
تتألم
تستنجد بنا
و تستنجد منا
ما السبب يا ترى ؟

حسن
حسن
حسن

ادارات سمر رأسها لترى حسن قد غفى على كتفها
فضحكت لأنه لم يجبها و همست له " نم يا صغيري "



" كلما تساءلنا ما بال أرضنا ؟ ماذا يحل بنا و بعالمنا نرى من حولنا يدعي النوم أو ينام عن الجواب
من سيجيبنا ؟
من سيصحو و ينقذ أرضنا ؟
من سيتجرأ و يحقق الأحلام بدلا من ان يراها في منامه
من ؟ "